القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
حكم الحلف على خلاف الواقع بغية الصلح
السؤال : حدثت خصومة شديدة بين شخصين ، وبعد أن قام الناس ليصلحوا بينهما امتنع الطرفان وأصر كل واحد منهما على موقفه فتدخل أحد الطيبين فذهب إلى الأول فقال له : - من قبيل الكذب المباح - أن فلاناً يريد أن يعتذر لك مما بدر منه ، ويريد منك أن تصفح عنه ويرغب في المجيء إليك ، ولكنه خائف أن ترده ، فرد عليه وكان يثق في الرجل ثقة كبيرة أنه لا يكذب : احلف بالله على ما تقول ، فرأى الرجل أنه وقع في حرج عظيم لم يستطع أن يفلت منه لأنه لو لم يحلف لعلم المتخاصم أنه يكذب عليه ولم يعد يصدقه بعد ذلك ، وقد يخيل إليه خياله أن الرجل سبق وأن ذهب إلى المتخاصم الثاني وطلب منه الصلح ولكنه رفض وامتنع ، وبذلك يزداد الأمر سوء وشدة ، فما كان من الرجل إلا أن حلف بالله ليتخلص من ذلك الحرج ، هل يباح لهذا الرجل حلفه بالله كاذباً في مثل هذا الموقف ؟ وماذا يجب عليه إن كان ذلك غير جائز ؟ علماً بأننا سمعنا من بعض العلماء يقول إن هذه اليمين يمين بارة قصد بها الصلح بين مسلمين ولا تدخل في اليمين الفاجرة ؟
ما كان له أن يحلف بالله إلا وهو صادق ، وأما وقد حلف فعليه كفارة يمين وهي إطعام عشرة مساكين من أوسط الطعام أو كسوتهم أو تحرير رقبة ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام والله أعلم .