القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
حكم تحريم الحلال
السؤال : لقد حرّمت في ساعة غضب أن لا آكل ولا أشرب ولا أقبل أي شيء من أخي أنا وأولادي حتى أموت ، فما هو حكم الشرع في ذلك ؟
بئس ما فعلت ، فإن التحريم ليس من شأن البشر وإنما هو من شأن الله عز وجل ، واقتحام الإنسان في هذا الأمر إنما هو تدخل فيما هو خاص بالله عز وجل ، ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن له الله أن يحرّم من تلقاء نفسه شيئاً بل عاتبه الله على ذلك بقوله : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} (1) فكيف بغيره صلى الله عليه وسلم ؟ على أن الزجر عن ذلك في القرآن الكريم صريح وواضح ، فقد قال عز وجل : {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} (2) ، وتحريم الحلال كتحليل الحرام كلاهما غير سائغ ، فكما لا يسوغ للإنسان أن يحلل الخمر أو الزنى أو الميتة ونحوها ؛ كذلك لا يسوغ له أن يحرّم شيئاً لم يحرمه الله ، ومن وقع في مثل ذلك فعليه التوبة إلى الله والدينونة بأنه لا حلال إلا ما أحل الله ولا حرام إلا ما حرّم ، وعليه بجانب ذلك كفارة يمين ، لأن الله سبحانه قال عقب عتاب النبي صلى الله عليه وسلم على تحريم ما أحل الله : {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} (3) والله أعلم .
(1) الآية رقم 1 من سورة التحريم.
(2) الآية رقم 116 من سورة النحل.
(3) الآية رقم 2 من سورة التحريم.