القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
1-حكم الوصية للوارث. 2-حكم إصرار الوارث الموصى له على تنفيذ الوصية
السؤال : توفي شخص وأوصى لأحد أبنائه وهو ابن صغير بقطعة أرض من ماله دون بقية إخوانه ، ولما جاء الورثة لقسمة التركة وجدوا هذه الوصية ، فأرادوا أن لا ينفذوها لما في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : « لا وصية لوارث »(1) ولكن ما إن علم الأخ الصغير بنيتهم عدم تنفيذ الوصية حتى أقام الدنيا عليهم ولم يقعدها وهددهم بأن لا يكلمهم إن لم يعطوه الأرض التي أوصى بها والده وكذلك فعلت والدته ، فاضطروا إلى إعطائه الأرض وإخراجها من المال المقتسم ، فمن هو المذنب في هذه القضية هل الأب الذي أوصى أم الأخ وأمه ؟
(1) رواه الربيع (667) وأحمد (186/4) والترمذي (2121)
الأب أذنب بوصيته للوارث وذلك حيف وظلم وتعدٍ على حدود الله ، فإن للوارث نصيبه الذي حدده الله تعالى له ، وقد قال تبارك وتعالى بعد قسمة المواريث : {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) }(1) . والولد وأمه عاصيان آثمان يبوءان بوزرهما لأنهما حرصا على إنفاذ الباطل ، فهو لا يستحق هذه الوصية بنص القرآن الكريم وبنص حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، لأن القرآن دل على أن كل تعدٍ في أمر المواريث إنما هو تعدٍ لحدود الله ، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم جاء واضحاً صريحاً في هذا ، وقد كان جديراً بهذا الولد أن يحرص على التخفيف عن والده ، وأن لا ينفذ الباطل الذي أوصى به والده ، بل عليه أن يحرص على الابتعاد عن هذا الباطل وأن يكون ضد إنفاذه ، والله تعالى أعلم .
(1) الآيتان رقم 13 - 14 من سورة النساء.