العالم الإسلامي وقواه الاقتصادية
لاشك أن أغلب دول العالم الإسلامي مازالت في دائرة الاقتصاد التابع أو الاقتصاد المتخلف، وليس السبب في ذلك عدم وفرة الإمكانيات، وإنما عدم إجادة استغلالها وتوزيعها بين سائر القطاعات الإسلامية، ومع ذلك فإننا نجد غالبية الدول الإسلامية، تسعى لإيجاد وتوسيع القاعدة الإنتاجية، وتنويع مصادر الدخل، كحل أساسي للأوضاع الاقتصادية المختلفة في ديار المسلمين.
وأضاف: ولـكن الرؤية الصحيحة لاقتصاد إسلامي قوي، يجب أن تراعيَ الحفاظ على أمن الأمة الإسلامية، إلى جانب تحديد الاستثمارات الاقتصادية بشكل يتحقق معه التوازن بين حجم السكان في كل دولة، ومساحتها الجغرافية ،ومواردها الطبيعية، ومراعاة التناسق بين الاستثمارات المحلية، والاستثمارات في الإطار الإسلامي العام، بدرجة تمكن من زيادة الترابط الاقتصادي، والتشابك التجاري بين الدول الإسلامية، ومراعاة التنوع الاقتصادي، ووفرة أو قلة الطاقة البشرية الإسلامية، ومع ترجيح كفة المشروعات التي تستثمر التكنولوجيا المحلية في ديار الإسلام، على أن يتم ذلك كله من خلال نظرتنا إلى حجم المكاسب الاجتماعية لا المادية فحسب؛ لأن تطويع الاقتصاد لقيم الدين الإسلامي الحنيف أمر ضروري في هذا المجال، فإن أهم ما يميز الأمة الإسلامية هو ارتكازها على القيم الفاضلة، في حين أن الغرب يخضع جميع اقتصاده للقيم المادية قبل أي شيء آخر.