القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
الفكر الإباضي ... فكر اتحاد ووحدة
بتاريخ 12 مارس 2013
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

 

الفكر الإباضي ... فكر اتحاد ووحدة

يجب علينا أن نحرص دائمًا على الكلمة السواء التي تلم هذا الشعث، وترأب صدع جدار الأمة، وتعيد إلى الأمة الوحدة والألفة، نحن نرى أن هذا الفكر دائمًا فكر تسامح، فكر يستند إلى الدليل قبل كل شيء، ويجعل الدليل فوق كل الاعتبارات،

ولا تُنَاظِرْ بكتـاب الله   ***   ولا كلام المصطفى الأواه

معناه لا تجعل له نظيرا   ***    ولو يكـون عالماً خبيرا

قد نجد عند الآخرين ما لا يتفق مع هذا السياق، نحن وجدنا يقول: بأنه يجب على الناس جميعًا أن يقلدوا عددًا معينًا من الأئمة، ومن لم يقلدهم فهو ضال مضل، ويخشى عليه الوقوع في الكفر، ولو أنه وافق ظاهر القرآن والأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة، هذا كلام في منتهى السخف لا يقبله عاقل، ونحن نرأب بأي أحد من أمة الإسلام أن يقبل مثل هذا الكلام.

بالنسبة إلى علمائنا أيضًا وجدنا التسامح عندهم، بأن الأصول التي تجمع هي كافية لأن تمد جسور الأخوة بين أمة الإسلام، الإمام السالمي -رحمه الله -تعالى- يقول:

ونحن لا نطالب العبادا   ***   فوق شهادتيهم اعتقادا

فمن أتى بالجملتين قلنا  ***   إخواننا وبالحقوق قمنا

إلا إذا ما أظهروا ضلالا ***  واعتقدوا في دينهم محالا

قمنا نبين الصواب لهمُ   ***   ونحسبن ذلك من حقهمُ

فما رأيته من التحرير   ***   في كتب التوحيد والتقرير

حل مسائل ورد شُبَهِ    ***   جاء بها من ضل للمنتبه

قمنا نردها ونبدي الحقَّا  ***   بجهدنا كي لا يُضلوا الخلقا

أولا قبل كل شيء تجد نبرة الإنصاف في أن القاسم المشترك يكفي، عندما يكون هناك التقاء على جملتي التوحيد فذلك كاف (فمن أتى بالجملتين قلنا *** إخواننا وبالحقوق قمنا)، نقوم بجميع حقوق الأخوة الإسلامية بمجرد أن يأتي أحد بالجملتين اللهم إلا إذا نقض هذا المقال.

جملة التوحيد تقتضي الإيمان باليوم الآخر، لو نقض الإنسان الإيمان باليوم الآخر، وادعى أنه لا جنة أو لا نار أو لا جزاء على خير، هذا مما ينقض المقال، هو في منتهى المحال، ولكن عندما تكون تفسيرات جملة التوحيد منسجمة مع جملة التوحيد، بحيث لا يعاكس الإنسان مقتضى هذه الجملة فإن نفس الإتيان بالجملة مما يمد جسور الأخوة ما بين المسلم والمسلم.

ويجب على كل الطرفين أن يحترم الطرف الآخر، وأن يقدر له وأن يعينه، وأن يناصره، وأن يشد من أزره، وأن لا يخذله بحال، (المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).