القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
الشبيبة أمل الغد وعدة المستقبل
بتاريخ 09 مارس 2013
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

 

الشبيبة أمل الغد وعدة المستقبل

إنه معروفٌ لدى الجميع أنّ الشباب هم أمل الغد وعدّة المستقبل وقوة الأمم، وأنهم مقياس رقيّ الأمة وانحطاطها وتقدّمها وتأخّرها، فإذا ما استقام الشباب على الحق واتبع منهج الرشد، كان لذلك الأثر الكبير في الأمة.

والشباب دائمًا مستهدفون من قِبَلِ دعاة الخير ودعاة الشر؛ لأنهم أقدر على تحمّل الأمرين جميعًا؛ فلذلك كل أحدٍ يريد أن يجرّ الشباب إلى صَفِّه، فدعاة الخير يريدون جرّهم إلى صفوفهم، وكذلك دعاة الشر.

والمستقبل يُنظر إليه بمنظار الشباب، فإذا كان الشباب على استقامةٍ على الحق وعلى طموح إلى الخير، كان الأمل في مستقبل الأمّة أملا كبيرًا، وإذا كان الشباب على عكس ذلك كان الأمل في انطلاق الأمّة أملا ضعيفًا.

ودور الشباب في حمل أمانة الدعوة إلى الله في هذا العصر الحديث، وفي هذه المرحلة التي تجددت فيها قوة الإسلام لا يختلف عن دورهم عندما سطعت شمس الإسلام أول مرة في مكة المكرمة، ثم أشرقت بعد ذلك في ربوع المدينة المنورة، ومنها انطلق نورها في الآفاق وبدّد ظلمات الكفر، وقد كان الشباب عاملا مهمًّا في انتشار هذا النور في أرجاء الأرض.

وعلى الشباب الذين يتجردون للدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- أن تكون أعمالهم مصداقًا للالتزام بتعاليم الإسلام، وأن تكون نواياهم خالصةً لوجه الله، وأن يكونوا أحرص على التأثير بأفعالهم من التأثير بأقوالهم.

والشّابّات أيضًا لهنّ دورٌ كبيرٌ في بنات جنسهنّ، وفي الرجال أيضًا، فإنّ الفتاة الصالحة تعدّ كي تكون أمًّا صالحةً تربي أولادها على التقوى والاستقامة والخير، فإذا استقامت الأم استقام الأولاد، فالأولاد أول ما يتلقون معارفهم من أمّهاتهم، وأول ما يتلقون تربيتهم من أمهاتهم، ثم إنّ الفتاة بسبب احتكاكها ببنات جنسها في المدينة أو الجامعة أو في البيوت يمكن أن يكون لها أثرٌ جيدٌ في الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-.