القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
التدخين آفة وأي آفة!!
بتاريخ 09 مارس 2013
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

 

التدخين آفة وأي آفة!!

نحن سمعنا كثيرا من الأطباء عن التنفير من التدخين، وإن كان مما يؤسف له أن الكثير من هؤلاء الأطباء أنفسهم يدخنون، هذه من غرائب الأمور، نجد من ينفر من التدخين وهو يقع فيه بنفسه، هذا مما يؤسف، كنت في يوم من الأيام عند طبيب -وهذا قبل أكثر من ربع قرن- في مصر، وكان يدخن، فسألته عن رأيه في التدخين، فقال: له ضرر، سموم..، فقلت له: لماذا تدخن أمام مرضاك؟! أنت تدخن أمام المرضى لتشجعهم على التدخين، مع أنك تعترف بأنه سموم، فكيف تشجع المرضى على الأخذ من هذه السموم؟!

على أي حال نحن قرأنا قبل مدة أن ضحايا التدخين في العالم أضعاف ضحايا المخدرات وأضعاف ضحايا مرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز)، قبل سنوات كنت قد اطلعت بأن ضحايا التدخين في كل عام ثلاثة ملايين، ثم أَخَذَت النسبة تتزايد بحسب ما اطلعت في بعض القراءات أنه يتوقع أن يصل عدد ضحايا التدخين في كل عام إلى عشرة ملايين، هذه نسبة كبيرة جدا والأمر خطير.

كما أن الكثير من الأمراض التي هي أمراض مهلكة تنشأ عن التدخين، فهناك أنواع كثيرة من الأمراض، وأنواع من الجلطات تنشأ أيضا عن التدخين، أمراض القلب، أمراض الكبد، وغيرها غيرها من الأمراض تنشأ عن التدخين، فمعنى ذلك أن المدخن يرتشف السم بنفسه، يقتل نفسه بنفسه، وإن كان القتل قتلا بطيئا ليس قتلا سريعا لكن قد يكون حثيث الخطى في يوم من الأيام، فلهذا التدخين هو حرام ولا ينبغي أن يختلف في تحريمه، ومما يؤسف له أن نجد من الفقهاء من يرفع عقيرته ليقول أنه لا يجد دليلا على التحريم، حضرنا عند فقيه وعلى رأس أكبر مؤسسة علمية إسلامية في العالم ويقول أنه لا يجد دليلا على التدخين، وذكرت له الأدلة الكثيرة من بينها أن الله -تبارك وتعالى- يقول: } ..وَلاَ تَقْتُلُـواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا، وَمَن يَفْعَـلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا { (النساء: 29-30)، كذلك حديث أبي هريرة عند الشيخين وغيرهما الذي جاء فيه:  "ومن تناول سما وقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"، وبما أن التدخين سم فمَنْ تناول هذا السم فهذا جزاؤه أن يكون -والعياذ بالله- سمه يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها، كذلك نجد أن الله -تبارك وتعالى- يبين عظم شأن النعمة التي أنعمها على عباده، وأن المحافظة على هذه النعمة مطلب شرعي، وأن من لم يحافظ على النعمة جزاؤه العقاب الشديد، فالله -تبارك وتعالى- يقول: } وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { (البقرة: 211)، من جاءته نعمـة الله فبدلها فجزاؤه شدة عقاب الله -سبحانه وتعالى-، والتدخين يتلف الكثير الكثير من النعم، من بين هذه النعم نعمة الصحة، فإن التدخين كما عرفنا مُهلك للصحة مهلك للنفس، يؤدي إلى هلاك النفس، هذا من تناول التدخين كان مبدلا لنعمة الله –تعالى- وهي نعمة الصحة، ونعمة الحياة أيضا؛ لأنه متلف للحياة، كذلك المال نعمة، وتبديل هذه النعمة بإتلاف المال يعد كفرا لهذه النعمة، وهو سبب لأن يتعرض الإنسان لشديد عقاب الله -سبحانه وتعالى-: } وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { (البقرة: 211).