المقاطعة سلاح قوة
من المعلوم أن السلاح الذي يستخدم في الحرب مع العدو سلاح متنوع، وكل ما يمكن أن يؤديَ إلى زعزعة صف العدوّ وإيهان جانبه، وإضعاف مقاومته، فعلى المسلم أيّا كان أن يعتمد عليه وأن يفعله، كل ما يؤدي إلى ضعضعة صف العدو، ومن المعلوم أن القضية الاقتصادية الآن هي قضية مهمة وهي من الأهمية بمكان، ومما يُؤْسَفُ له أن المسلمين لم ينتبهوا له وهذا نتيجة تفرّق الكلمة، وعدم اجتماع الشمل، وهذا الذي أذهب ريح هذه الأمة وقد حذّرها الله -سبحانه وتعالى- من ذلك عندما قال: }وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ{ (الأنفال: 46).
المسلمون لم ينتبهوا لخطورة القضية الاقتصادية، فالمسلمـون بما آتاهم الله -سبحانه وتعالى- من ثروات، وبما جعل في طبيعة أرضهم من التكامل كانوا بإمكانهم أن يتكافلوا بأنفسهم، وأن لا يحتاجوا إلى غيرهم في أدنى شيء، مع أن الدين الإسلامي نبّه على الاستعداد التام: }وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ{ (الأنفال: 60)، ومن بين القوى القوةُ الاقتصادية، لابد من إعدادها إعدادا تاما بحيث تكون الأمة المسلمة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي أمة متكافلة لا تحتاج إلى غيرها، ومهما يكن فإن استخدام هذا السلاح أمر يجب أن لا يعزب عن ذهن أي مسلم.