القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
الإسلام دين عالمي
بتاريخ 09 مارس 2013
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

 

الإسلام دين عالمي

الإسلام يمتد في جميع بقاع الأرض من المحيط إلى المحيط فيغطي -بحمد الله- الكرة الأرضية في كل مكان، فلا بقعة في الأرض إلا وفيها من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله من المؤمنين بالله واليوم الآخر، ومشاعر المؤمنين جميعًا يجب أن تكون واحدة، فالإسلام لم يُقِمْ وزنًا للفوارق العنصرية ولا لغيرها، فنحن نرى أن القرآن عندما جاء لم يخاطب العرب، وإنما قال: "يا أيها الذين آمنوا" أو "يا أيها الناس" فهو ذِكْرٌ للعالمين ورحمة لهم، ومنذ نزول الآيات المكية جاء فيه ما يدل على عالمية هذا الدين وأنه دين الإنسانية جميعًا، وقد ربى الإسلام هذه الأمة منذ نشأتها على الاهتمام بما يجري في العالم كله، وعدم حصر الإيمان بالمحيط الضيق الذي كانت تعيشه الأمة أو أفراد منها، فعندما كانت هذه الأمة لا تزال أفرادًا قلائل في المجتمع المكي في العام الخامس من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان هناك صدام مسلح بين الفرس والروم، وانتهى إلى انتصار الفرس على الروم، فنزل قرآنٌ ليبين للمؤمنين ما وصل إليه هذا الصدام، وما سيؤول إليه من انقلاب في المقاييس والموازين رأسًا على عقب، فكانت القضية إنما هي لإخراج هذه الأمة من التقوقع، والانطلاق في آفاق الأرض، ومن أجل بيان أن هذه الأمة يجب أن تكون أمة عالمية، ولئن كان هذا في ما يتعلق بغير المسلمين، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بالمسلمين أنفسهم، الذي يجب أن يكون متركزاً في اهتماماتهم سواء كان هؤلاء المسلمون من العرب أو من غير العرب، فالمؤمنون إخوة، والله أوجب على المؤمنين أن ينصر بعضهم بعضًا، لذلك فإن الاهتمام بقضية أي مسلم في الأرض ونصرته واجبة.

وأكد أن هذه المنطقة نالت حظًّا وافرًا من الاعتناء؛ لأنها منطقة تماس، فهنا التركيز من قبل القوى الكبرى لإيجاد كيان عازل بين أبناء هذه الأمة، وليكون مصدرًا للتآمر عليها، ولذلك تَرَكَّزَ الاهتمام عليها من قبل العلماء بصورة أكبر، وإن كان الواجب أن لا ننسى معاناة الأمة في المواضع الأخرى من العالم.