القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
ندوة علمية عن الشيخ سعيد بن خلف الخروصي ــ رحمه الله ــ
بتاريخ : 28 ديسمبر , 2017

 


ستقيم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ندوةً علميةً عن الشيخ العلّامة سعيد بن خلف الخروصي "رحمه الله"، تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان؛ وذلك في قاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس يوم الإثنين بتاريخ 20 ربيع الثاني1439هـ الموافق 8 يناير 2018م؛  وتأتي هذه الندوة تزامناً مع مرور عام على وفاة الشيخ، تبرز الندوة شيئاً من سيرته العطرة، وحياته الحافلة وما خلّفه من نتاج أدبي وفقهي وعلمي، وتعريف الأجيال بحياته من حيث النشأة والتكوين، وبيان سيرته القضائية وإظهار مواقفه وأحكامه التي تحلّت بالإنصاف والعدل، وبيان مواكبته للواقع من خلال فتاويه، وفتح مجال للباحثين والمهتمين بالتراث الفقهي والقضائي والأدبي لسبر أغوار تراث الشيخ الغني بهذه المفردات، كما تهدف إلى إبراز الدور الذي ساهم به في جانب القضاء والإفتاء في السلطنة طوال خمسين عاماً. 

وتأتي هذه الندوة بتنظيم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بمكتب الإفتاء وبالتعاون مع جامعة السلطان قابوس ممثلة بمركز الدراسات العمانية و تشتمل الندوة على حفل افتتاح يتضمن فلماً وثائقياً عن سيرة الشيخ الراحل، وستكون هناك جلستان علميتان تشمل سبع أوراق علمية يقدمها نخبة من المشايخ الفضلاء والأساتذة الأجلاء. وسيصاحب الندوة معرض يستمر لمدة يومين يحوي مجموعة من الوثائق المهمة والرسائل التاريخية والأسئلة الفقهية لمشايخ عصره والمخطوطات النادرة وبعض الصور الشخصية كما يحوي ركناً لمقتنيات الشيخ الشخصية. 

الجدير بالذكر أن العلّامة الشيخ سعيداً بن خلف الخروصي يعد إحدى الشخصيات البارزة التي أسهمت في ثراء التراث العماني في عصره الحديث، وكان له دورٌ مشهودٌ في جانبي القضاء والإفتاء في السلطنة. حيث تولّى فضيلته منصب القضاء خلال الفترة من1961 إلى عام 1987م. ثم عين مساعداً للمفتي العام للسلطنة في العام 1987م إلى عام 2009.

ولد فضيلته في الثامن من صفر عام 1344هـ/ 1925م  بولاية بركاء ونشأ في ولاية نخل. وقد أظهر منذ صغره همّةً لطلب العلم، إذ ختم القرآن وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره. وارتحل من بلده نخل إلى نزوى لطلب العلم. وقد أخذ العلم عن جملة من أكابر علماء عمان في عصره، مثل الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، والشيخ سعود بن سليمان الكندي، والشيخ سليمان ابن سالم الكندي. أما الشيخ خلفان بن جميّل السيابي و الشيخ سالم بن حمود السيابي فقد لازمهما الشيخ ملازمة خاصّة.

تقلّد فضيلته منصب القضاء لأول مرة في السلطنة عام 1381هـ/1961م بولاية سمائل، وظلَّ فيها قاضياً حتى عهد صاحب الجلالة السلطان قابوس، إذ أقره جلالته في منصبه ليبقى فيها قاضياً على مدى سبعة عشر عاماً. تمَّ نقله بعدها إلى ولاية الرستاق، وبقي قاضياً فيها لمدة ثلاث سنين، ثم نُقل إلى ولاية البريمي سنة 1400هـ/ 1980م. وفي عام 1402هـ/ 1982م أصبح قاضياً في محكمة الاستئناف بمسقط. ليعين أخيراً في عام 1407هـ/ 1987م مساعداً للمفتي العام للسلطنة. وقد بقي على هذا المنصب حتى عام1431/ 2009م.

وقد خلّف فضيلته مجموعة آثار علمية، كان من أبرزها: كتاب "قواعد الشرع في نظم كتاب الوضع"، وكتاب "دليل السالك" في فقه الحج، وكتاب "الدرُّ المنتخب في الفقه والأدب"، وكتاب "إتحاف الأنام بشرح جوهر النظام"، بالإضافة إلى قصيدتين في علم القضاء والأحكام إحداهما بعنوان "إحكام الصنعة في أحكام الشفعة"، والأخرى بعنوان "معالم التبيين في الإقرار والبيان واليمين"، كما ترك رحمه الله موسوعة كبرى من الفتاوى المختلفة في كافة الأبواب الفقهية ما زالت مخطوطة وفي صدد طباعتها.

وبعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والأدبي والإخلاص والتفاني في خدمة الدين والوطن، أغنى  خلالها المكتبة العلمية بمؤلفاته وفتاويه، والقضاء بعدله وإنصافه، والناس بأخلاقه وسيرته، رحل الشيخ عن عمر يناهز 94 عاماً بتاريخ 2 ربيع الآخر 1438هـ الموافق 1/1/2017م.