القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
الملتقى الـ31 لمسلمي فرنسا يفتتح أعماله
بتاريخ : 20 إبريل , 2014

افتتح مساء الجمعة 18 جمادى الآخر 1435هـ الموافق 18 أبريل 2014 م.  الملتقى ال31 لمسلمي فرنسا. وكانت لفضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة كلمة ترحيبية باسم المشاركين في حفل الافتتاح هنأ فيها الحضور بمثل هذه الملتقيات، مشيرا إلى أنها تهدي المسلمين في واقعهم المعاصر. 

وأوضح فضيلته بأنه حريص على المشاركة في مثل هذه الملتقيات للافادة والاستفادة. معقبا أن موضوع الملتقى لهذا العام يبين مرونة وشمولية الشريعة من خلال استيعاب الشريعة لمتغيرات العصر. وأنهى فضيلته كلمته الإفتتاحية بالشكر للحضور وللقائمين على الملتقى.

 

هذا وقد ألقى فضيلته ورقة عمل بعنوان قدرة الشريعة على استيعاب متغيرات المجتمع، وقد تناول فيها عدة محاور ، تحدث فيها عن قدرة الشريعة على استيعاب متغيرات المجتمع،  حيث طرح فضيلته ثلاثة تساؤلات حول هذا الموضوع، كان أهمها،  "هل أراد الله للشريعة التي أنزلها أن تستوعب المتغيرات والمستجدات؟ " وقد أوضح فضيلته في جوابه على هذا التساؤل أن الشريعة الاسلامية قادرة على استيعاب المتغيرات

و أن هذا الجواب لم يأت من منطلق عاطفي حرصا على الدين الإسلامي، وإنما هو  موجود في اﻵيات القرآنية الكريمة واضحا بينا في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ، حيث بين فضيلته أن الاستجابة لما أمر الله به ولما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم يقود إلى الحياة، والحياة وفقا لفضيلته تحمل في ثناياها من القضايا والمتغيرات الشيء الكثير. وقد جاءت الشريعة بما يشتمل على احتواء متغيرات الحياة وتحقيق الحياة الكريمة.

كما استشهد فضيلته بما جاء في قوله سبحانه وتعالى (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون.) مبينا فضيلته بأن التدافع بين من يجترح السيئات وبين المؤمنين شيء طبيعي لا يستوي لا في الحياة ولا بعدها مع من يجترح السيئات فالمفاضلة ليست في الآخرة فحسب بل في الدنيا أيضا.  

واستدل فضيلته أيضا بقوله تعالى (ولا تفسدوا في اﻷرض بعد إصلاحها) مشيرا فضيلته إلى أن الفساد المنهي عنه في هذه الآية هي من سنن الحياة وأن المؤمن مطالب باﻹصلاح في كل المجالات وهذا يعني أنه يظل مؤديا دوره محققا للﻹصلاح ونفي الفساد في اﻷرض في مختلف الجوانب في كل وقت وحين.

وفي تساؤل آخر طرحه فضيلته وهو كيف يمكن للشريعة أن تستوعب المتغيرات والمستجدات في الحياة؟ بين فضيلته أن هدف الشريعة هو صياغة اﻹنسان باعتبار أن الإنسان هو الذي يقوم بالتغيير في هذه الحياة ﻷنه صانع الحياة مبينا فضيلته أنه إن صلح هذا اﻹنسان،  كان قادرا على تغيير الحياة وإصلاحها مستدلا بقول الله تعالى (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين.)..

 

كما أضاف فضيلته أن ذات أحكام الشريعة بما تشتمله من أحكام تفصيلية وقواعد كلية قادرة على استيعاب المتغيرات في هذه الحياة، وأن كل أحكام الشريعة جاءت لحفظ الكليات و الضروريات الخمس ( الدين والنفس والعرض والنسل والمال)، منبها فضيلته أن هذه الأحكام أشمل مما تدعو إليه حقوق اﻹنسان المعاصرة، مبينا أن الشريعة قادرة على استيعاب المتغيرات الجديدة بما أنها جاءت لصونها وحفظها.

ومن ناحية أخرى تساءل فضيلته، عن   من يقع على عاتقه  التغيير واستيعاب المتغيرات؟ مبينا أن الجواب يكمن في الآية "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير" وفي قوله تعالى "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين..." معقبا فضيلته بأنه لا بد من تهيئة الأمر للعلماء الذين يقع على عاتقهم واجب الاجتهاد لتحقيق الخير بالنظر في المستجدات.