القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مساعد المفتي: لابد أن ندرك أننا مختلفون، ومع ذلك يمكننا التحاور
بتاريخ : 26 مارس , 2014

 

بدأت فعاليات مؤتمر بوروندي العالمي ، والذي يحمل عنوان "الحوار الديني للسلام، وحل الصراعات والحروب بالقارة الإفريقية" يوم الثلاثاء 24 جمادى الأول 1435هـ الموافق 26 مارس 2014م. حيث ألقى فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة كلمة خلال مشاركته في المؤتمر، بدأ فيها حديثه بالشكر للمنظمين، وما بذلوه من جهود وتسهيلات لإنجاح المؤتمر، وتطرق فيها لعدة محاور من أهمها؛ أهمية إدراك إمكانية التحاور والتعايش حتى في ظل الإختلاف؛ حيث صرح فضيلته: بأن من الأهمية أن ندرك بأننا مختلفون، ومع ذلك يمكننا التحاور، وأن نؤمن بحقيقة" أن تعيش، وتترك غيرك يعيش". كما أوضح فضيلته أثناء كلمته أن هناك ثلاث ركائز تتفق عليها اﻷديان؛ وهي:

-         العدالة: وقد بين فضيلته أن الإسلام والقرآن جعلا العدالة حقا للعدو والصديق .

-         الأخلاق والقيم: وقد أشار فضيلته إلى أن أهمية الأخلاق لم تعد تقتصر على سلوك الناس ومعاملاتهم، وإنما تشمل المجالات العلمية.

-         الحكمة: وقد أوضح فضيلته أن الحوار، والنقاش لن يؤدي إلى الإنسجام والتآلف، إلا إذا تحلى المتحاورون بالحكمة.

 

وقد أشار فضيلته أثناء كلمته إلى بعض التحديات المعاصرة التي تواجه علماء الدين؛ ومن أهمها الانحطاط الأخلاقي، حيث بين فضيلته أن على الجميع أن يواجه هذه التحديات، وأن يوضحوا أن الدين إنما جاء لتحقيق السلام. مستشهدا بقوله تعالى:" يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".

وتطرق فضيلته أثناء حديثه إلى أهمية مراجعة واستشارة علماء الدين، خاصة في ما يتعلق بالقرارات السياسية، منبها إلى أن السياسيين في عصرنا الحالي كثيرا ما يضعون القرارات السياسية دون رجوع إلى علماء الدين، فإذا ما جنت هذه القرارات الحروب والويلات والمشاكل، هرع الجميع إلى علماء الدين. وقد نبه فضيلته أيضا إلى أن الدين ليس مجرد مراسم وطقوس، وأنه يجب أن لا يعزل عن حياة الناس، وأن شح الحوار وعدم الشعور بأهميته، هو الذي يحول دون الوصول إلى الوئام والتسامح.

 

هذا، وقد تطرق المشاركون في المؤتمر إلى موضوع "الإسلام فوبيا" أو "الريليجن فوبيا (فوبيا الدين)"، حيث تناقش المشاركون حول السؤال" هل النظرة العدائية للإسلام أو الدين عالمية؟" وهل مصطلحات الإسلام فوبيا، وفوبيا الدين منتشرة في مناطق العالم المختلفة بشكل واسع، كالشرق الأوسط وأوربا وأفريقيا؟

وفي تعقيب فضيلته على هذا التساؤل، بين فضيلته بأن ظاهرة الفوبيا عالمية، مبينا أن السبب وراء ذلك هو التشدد، حيث قال فضيلته أن التشدد يقود إلى التشدد، وأن الحل الأنسب لهذه المشكلة، هو الوسطية.    

ولذلك تكمن الفائدة من هذا المؤتمر في وضع قواعد ا ذات صبغة عالمية، فنستفيد من تجارب بعضنا البعض ونتناقش لنصل إلى ما يعود بالخير والنفع.