الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
تفاصيل المقدمة
ذِكْرُ الكُفْرِ
وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْه
(
52. وَالشِّرْكُ لا بُدَّ مِنْ أَنْ تَعْرِفَنْهُ لِكَيْ ... تَكُونَ في مَقْعَدٍ عَنْ غَيِّهِ اعْتَزَلا
53. وَهْوَ الْمُسَاوَاةُ بَيْنَ اللهِ - جَلَّ - وَبَيْ ... * ... ـنَ الخَلْقِ أَوْ جَحْدُهُ سُبْحَانَهُ وَعَلا
54. وَمَا سِوَاهُ مِنَ الكُفْرَانِ يَلْزَمُنَا ... أَيْ عِلْمُهُ إِنْ عَلِمْنَا حُكْمَهُ القَصِلا
55. مَا لَمْ نَكُنْ رَاكِبِيهِ أَوْ نُصَوِّبُ مَنْ ... يَاتِيهِ عَمْدًا وَجَهْلا، هَكَذَا نُقِلا
- - - - -
ذِكْرُ الكُفْرِ وَمَا يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ:
الكُفْرُ لُغَةً: هو التغطية، ولذلك سُمِّيَ الزارعُ كافرًا، لأنه يُغطّي البَذْرَ بإلقاء التراب عليه؛ قال تعالى: {أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} [الحديد/20]. ومِنْ شواهدِهِ قولُ الشاعر:
(أَلْقَتْ ذُكَاءُ يَمِينَهَا فِي كَافِرِ (
يعني به غروبَ الشمس، فـ «ذُكَاءُ» هي الشمس، وإلقاؤُها يَمِينَها في كافرٍ: كنايةٌ عن اسْتِتَارها وراء الأفق في الغروب. ومنه قولُ لَبِيدٍ:
يَعْلُو طَرِيقَةَ مَتْنِهَا مُتَوَاتِرًا ... فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا
وهو في الاصطلاح كُفْرَانِ: كفرٌ بالله وكفرٌ بنعمته.
(فالكُفْرُ بالله: هو الإشراكُ به سبحانه، وهو مُخْرِجٌ من مِلَّةِ الإسلام، وسيأتي - إنْ شاءَ الله - بيانُه قريبًا مَقْرُونًا بِحُكْمِهِ في شرح كلام المُصَنِّف.
(وأمَّا الكُفر بنِعْمَتِهِ تعالَى: فهو صَرْفُ ما أنْعَمَ بِهِ - على عبده من نعمه الظاهرة أو الباطنة إلى ما لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أجْلِهِ من الطاعة، ويكون ذلك بالإعراض عن مفروضاته تعالَى أو ارتكاب مَحْظُوراته، وهو بِهَذَا الْمَعنى نقيضُ الشُّكْرِ، لأنَّ الشُّكْرَ صَرْفُ العبد ما أنعم الله به عليه من النعم في طاعته.