القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
المكتبة » إزدواج الشيخصية المسلمة
مختـارات المكتبة
الدين الحياة
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
 
الوطء المحرم وأثره في نشر حرمة النكاح
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
 
زكاة الأنعام
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
الأكثر قراءة
90567 مشاهدةالإيلاء
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
 
 
52759 مشاهدةالدين الحياة
الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
إزدواج الشيخصية المسلمة الشيخ \ أحمد بن حمد الخليلي
القسم : العبادات عدد المشاهدات : 6926 مشاهدة

 الإزدواجية في شخصية المسلم

إزدواج الشخصية المسلمة

 

                                                                                 الازدواجية في شخصية المسلم


 سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

   المفتي العام لسلطنة عمان

مكتبة الجيل الواعد



                                                                                   بسم الله الرحمن الرحيم


  الحمد لله حق حمده، أحمده بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأومن به وأتوكل عليه، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، أرسله الله بالطريقة السواء والشريعة السمحاء والملة الغراء، فبلّغ رسالة ربه وأدى أمانته ونصح هذه الأمة، وكشف الله به عنها الظلمة، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد ...

  فالسلام عليكم أيها الإخوة المؤمنون ورحمة الله وبركاته، أحييكم بهذه التحية المباركة الطيبة، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يهديني وإياكم لصادق القول وصالح العمل، وأن يمن علينا بالإخلاص فيما نقوله ونعمله، وأن يأخذ بأيدينا إلى جادة الصواب، وأن يعصمنا من الخذلان، وأن يحقق لنا خير الدنيا وخير الآخرة.
 هذا وسيكون حديثنا في هذه السطور حول موضوع الازدواجية، أسبابها وعلاجها.

  لا ريب أن الازدواجية داء عضال يصاب به الإنسان فيؤدي به الأمر إلى الكثير من المتناقضات بحيث تكون تصرفاته مزدوجة بين الخير والشر، وبين الهدى والضلال، وبين الرشد والغي، وهذا كثيراً ما يرجع إلى جهل الإنسان بما يأتيه وما يذره، فإن الجهل داءٌ عضالٌ، إذ الإنسان بسبب جهله تنقلب عنده الموازين، وتتبدل لديه المقاييس، فلربما حسب الخير شراً والشر خيراً، وظن الصلاح فساداً والفساد صلاحاً، وخال العز ذلاً والذل عزاً، وهذا كله إنما يرجع إلى الانحراف الفكري نتيجة هذا الجهل.

  وقد يكون منشأ ذلك ما في الإنسان من داء نفساني - يعبر عنه بانفصام الشخصية - بسبب الكثير مما يرى عليه أعداء الإسلام من التقدم المادي، فيحسب أن ذلك يعود إلى ما هم عليه من المناهج؛ التي هي منحرفة عن الفطرة وعن سواء الصراط، وهذا يجعله يتطامن إليهم ويخضع لهم، وينساق وراءهم، ويحسب أن ذلك خيراً عظيماً، والواقع خلاف ذلك.

الإسلام ومفهوم العزة:

  وقد جاء الإسلام الحنيف بالمنهج العدل، والميزان القسط، ووضع كل شيء موضعه، وأمر المسلمين بأن يكونوا أعزة، فقد بين سبحانه وتعالى أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولذلك نجد في كتاب الله سبحانه وتعالى التحذير البالغ من موالاة أعداء الإسلام، ونجد فيه ما يدل على أن هذه الموالاة تنحرف بالإنسان بعيداً عن سواء الصراط حتى تؤدي به -والعياذ بالله - إلى الانزلاق في مهاوي الارتداد، فإن الله سبحانه وتعالى يقول خطابا لعباده المؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ، يَـا أَيُّـهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(1)، ثم يبين سبحانه وتعـالى من يجب على المسلم أن يحصر فيه ولايته فيقـول:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(2)، من تأمل هذه الآيات الكريمة وجد فيها الداء والدواء، وجد فيها تشخيص العلة التي تؤدي بالإنسان إلى الازدواجية، فالله سبحانه وتعالى يبين أن العلة الكبرى إنما هي موالاة أعدائه التي تدفع بالإنسان إلى أن يترسم خطواتهم ويحذو حذوهم ويغتر بما هم فيه وعليه، ويظن أن العزة في التتبع الدقيق لما يأتون به وما يذرونه، حتى تكون أفعاله وأعماله صورة من أفعالهم وأعمالهم، كما يبين سبحانه أن هذه العلة تكون بسبب داء نفساني، فإن الإنسان كثيرا ما يحسب أن موالاته لأعداء الإسلام تؤدي به إلى الكثير مما يحمد عاقبته، فيحسب أن العزة في هذه الموالاة، ولذلك نجد أن الله سبحانه وتعالى ينعى هذه الحالة على المنـافقين الذين يوالـون أعداءه فيقـول: (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)(3).ويبين الله سبحانه وتعالى أن هذه الموالاة قد تصل بالإنسان إلى أن ينخرط في سلك هؤلاء بحيث ينفصل تمام الانفصال عن الإسلام، ولذلك في معرض التحذير من هذه الموالاة وبيان من يجب على المسلم أن يواليه، يأتي التحذير البالغ من الارتداد وبيان أن من ارتد فإنما الخسارة تكون عليه بنفسه فهو الذي يخسر عقباه، بل ولربما خسر الكثير في دنياه التي يحرص عليها ويؤثرها على آجلته وهي أخراه التي ينقلب إليها.

(1) سورة المائدة/ 51 - 54.
(2) سورة المائدة /55- 56.
(3) سورة النساء/139 .

القسم
1
7
الكتاب
1
7