القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
الكذب لتفادي شر الناس
السؤال : أنا شخص أحب الصدق دائما ولكن أعاني من وجود فئة كبيرة من حولي زملائي وأقربائي وجيرانا صفاتهم \"الحسد\" حتى إني أستغرب مجتمع مسلم هذه صفاتهم وللاسف الشديد خطب صلاة الجمعة او المحاضرات وغيرها لا تتحدث عن مثل هذه الامور الواقعية في مجتمعنا بقوة وكلما يسألونني أجيبهم بالصدق ، وكنت متفوق عليهم دراسيا وكلهم يحسدوني على ذلك بشتى أنواع الكلام وقدر الله أبتليت بإعاقة صحية تسببت بطردي من الدراسة في الكلية وفرحوا الحاسدين كثيرا بهذا الخبر والاستهزاء والسخرية مني ، وبعد فترة توفقت برزق راتب شهري وبعد علمهم بالامر الحسد لا تفارق لسانهم ومر شهر واحد فقط وانقطع راتبي 4 اشهر وقمت بمراجعة الجهات المختصة وأندهشوا من سبب وحذف اسمي وبعد معاناة طويلة جدا اعادوا لي الراتب ، وهكذا حتى في العمل لا يحبون الخير أبدا كلما أقدم لعمل لا أتوفق .. بعد كل ما حصل لي قررت مقاطعتهم وصارت بغضاء شديدة بيننا ، فقررت إتباع طريقة أخرى وهي الكذب عليهم بطرق إحترافية في كل مرة ولله الحمد منذ فعلت ذلك عاد راتبي وتوفقت في العمل .. هل يجوز الكذب على هؤلاء الاشخاص الحاسدين ؟؟ وماذا يجب علي فعله بعد كل ما جرى لي ؟

الجواب:

أخي السائل الكريم -سهل الله لك ما تجد من صعاب وذللها لك- اعلم أن كل ما يصيبك إنما أصابك بتقدير من الله القائل:

( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً )

وهو القائل سبحانه:

( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ )

فلن يصيب المحسود حسدٌ ولا المسحور سحرٌ إلا بمشيئة الله الذي شاء أن يبتلي بالحسد والسحر من الابتلاءات الروحية كما يبتلي بالابتلاءات النفسية ويبتلي بالابتلاءات العضوية، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

وهذا يعني أننا نعتصم بالله ونفوض كل أمورنا إليه ولا نشرك به شيئا سبحانه.

ثم اعلم أن الكذب حرام، وهو كبيرة من كبائر الإثم، ولم نجد فيما ذكرت مسوغا يسوغ لك الكذب على من ظننت فيهم الحسد ووجدت منهم الهزء؛ لأن استهزاءهم بك وغيظهم عليك لايقدم ولايؤخر، ونحن ننصحك بالآتي:

1- أن تقوي صلتك بالله الضار النافع، المعطي المانع، وأن تبتهل إليه وتذكره ذكرا كثيرا.

2- أن تحاسب نفسك، وأن تراجع التزامها بشكر النعم وتأدية حق الله وحق الخلق.

3- أن تخالق الناس بخلق حسن سواء منهم الصديق والعدو.

4- استعن لقضاء حوائجك بالكتمان، ولك أن لاتفصح عن ما تعمله وتنجزه.

5- إذا احتجت إلى الكذب فامتنع واحتسب، ولك أن تستعين بمعاريض الكلام، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب.