القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
حكم هدايا الأطفال عند ميلادهم
السؤال : من القضايا المهمة والتي يكثر السؤال عنها الهبات التي تعطى للأطفال عند ميلادهم ، هل هي للطفل وحده أم يجوز للأم الانتفاع بها ؟ ، علماً أن هذه الهدية تختلف باختلاف المولود ، فالذكر يعطى أكثر من الأنثى ، كما أن الطفل الأول يعطى أكثر من الأطفال الآخرين ، وذلك راجع إلى مقدار الفرحة التي يحدثها المولود ، وأيضاً فإن كثيراً من الناس يدفعونها من غير استحضار مقصد معين للهدية أهي للطفل أم لأمه ؟ ، نرجو منكم البيان في هذه المسألة ؟
هذه العطايا ينظر فيها إلى العرف عند الناس ، فإن العرف محكّم في حياة الناس ، فإن كان الذي يقدم هذه الهدية لا ينوي بها الأم وحدها أو الطفل وحده فهي تعود إلى تصرف القائم على ذلك الطفل ، فالأم هي التي تتصرف فيها ، فإن كانت الهدية نقداً تنفق منها على الطفل ، وإن عناها شيء من الحاجة فلا مانع من أن تستفيد من هذا المال كذلك ، مع القيام بالإنفاق على الطفل خارج ذلك المال حسب حاجته ، وإن كان هنالك شيء من القرائن التي يمكن أن تدل على قصد الأم أو قصد الطفل أخذ بها ، وأبرز هذه القرائن طبيعة الهدية ، هل يمكن تكون منفعة للطفل وحده ، أو تكون منفعة للأم وحدها - لأن بعض الهدايا لا يمكن أن تنتفع بها الأم ، وبعض الهدايا لا يمكن أن تسخر منفعة للطفل -، فمثال الهدايا التي لا يمكن أن تنتفع بها الأم ثياب الأطفال ، فهذه قرينة ظاهرة على أنها ما أريد بها إلا الطفل ، لأن الأم لا يمكن أن تنتفع بها ، أما إن كانت الهدية مما لا يمكن أن ينتفع به الطفل كعطر أو غيره مما تكون الأم أحوج إليه فهذه لمصلحة الأم وتعود إليها ، هذا وإن كان هنالك تسامح بين الناس ، بحيث اقتضى العرف بينهم أن تقدم هذه الهدايا بمناسبة ميلاد الأطفال من غير اعتبار لأن يكون المنتفع الأم أو الطفل فهذه لمصلحة الجميع ، فيمكن أن تكون لمصلحة الطفل ويمكن أن تكون لمصلحة الأم والله تعالى أعلم .