القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا
المكتبة السمعية
مواقع صديقة
مختـارات الفتـاوي
الأكثر مشاهدة
السؤال : أردت أن أخطب امرأة فلما استشرت أمي في ذلك لم توافق ، بسبب أن هذه المرأة من قبيلة البلوش ، فحاولت جاهداً إقناعها بكون هذه المرأة التي أرغب فيها امرأة صالحة وموافقة لنا في المذهب الإباضي ، فأحسست أن أمي موافقة عليها ولكن دون أن تصرح بذلك ، فهل اعتبر ذلك موافقة منها وأقدم على هذا الزواج ، وإن امتنع أولياؤها -وهم إخوتها- عن تزويجها فهل يصح أن يزوجها ابنها الذي يبلغ سبع سنوات أم أنها تزوج نفسها ، بينوا لي الطريق جزاكم الله خيراً ؟
عليك أن تبر أمك بطاعتها فيما تأمرك به وعليها هي أن تعينك على برها ، فرحم الله والداً أعان ولده على بره ، لذلك أرى أن تحاول جهدك بأن تقنعها - أيّ أمك - بقبول زواجك من هذه المرأة ما دامت برة مستـقيمة ، فإن العبرة بالاسقامة على التقوى لا بالأنساب والأحساب فالله تعالى يقول : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (1) ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : « لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى » (2) وأما الزواج فقد حث فيه - عليه الصلاة والسلام - باختيار ذات الدين فقد قال : « تنكح المرأة لدينها وحسبها ومالها وجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك » (3) والبلوش هم أحرار ليس بهم شيء من العار الذي قد يلصق بمن صاهرهم فلا داعي إلى النفور من التزوج منهم ، كيف والنبي - صلى الله عليه وسلم- تزوج من غير العرب فقد تزوج صفية بنت حيى الإسرائيلية وكانت سبية في غزوة خيبر ، ومن هو أعرق نسباً وأرفع حسباً من النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي هو سيد العرب والعجم ، فأقنع أمك بأنه لا مكروه في هذا الزواج . أما تزويج المرأة لنفسها بدون إذن وليها فلا يجوز، ولكن يجوز أن يزوجها ابنها إن كان مميزاً والله أعلم .
(1) الآية رقم 13 من سورة الحجرات.
(2) رواه أحمد ورواة أبو داود والترمذي.
(3) رواه البخاري ومسلم والبيهقي والنسائي.
(1) الآية رقم 13 من سورة الحجرات.
(2) رواه أحمد ورواة أبو داود والترمذي.
(3) رواه البخاري ومسلم والبيهقي والنسائي.