القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
1- حكم بر الوالدين في الزواج. 2-حكم الزواج بغير العرب الخلص
السؤال : أردت أن أخطب امرأة فلما استشرت أمي في ذلك لم توافق ، بسبب أن هذه المرأة من قبيلة البلوش ، فحاولت جاهداً إقناعها بكون هذه المرأة التي أرغب فيها امرأة صالحة وموافقة لنا في المذهب الإباضي ، فأحسست أن أمي موافقة عليها ولكن دون أن تصرح بذلك ، فهل اعتبر ذلك موافقة منها وأقدم على هذا الزواج ، وإن امتنع أولياؤها -وهم إخوتها- عن تزويجها فهل يصح أن يزوجها ابنها الذي يبلغ سبع سنوات أم أنها تزوج نفسها ، بينوا لي الطريق جزاكم الله خيراً ؟
عليك أن تبر أمك بطاعتها فيما تأمرك به وعليها هي أن تعينك على برها ، فرحم الله والداً أعان ولده على بره ، لذلك أرى أن تحاول جهدك بأن تقنعها - أيّ أمك - بقبول زواجك من هذه المرأة ما دامت برة مستـقيمة ، فإن العبرة بالاسقامة على التقوى لا بالأنساب والأحساب فالله تعالى يقول : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (1) ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : « لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى » (2) وأما الزواج فقد حث فيه - عليه الصلاة والسلام - باختيار ذات الدين فقد قال : « تنكح المرأة لدينها وحسبها ومالها وجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك » (3) والبلوش هم أحرار ليس بهم شيء من العار الذي قد يلصق بمن صاهرهم فلا داعي إلى النفور من التزوج منهم ، كيف والنبي - صلى الله عليه وسلم- تزوج من غير العرب فقد تزوج صفية بنت حيى الإسرائيلية وكانت سبية في غزوة خيبر ، ومن هو أعرق نسباً وأرفع حسباً من النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي هو سيد العرب والعجم ، فأقنع أمك بأنه لا مكروه في هذا الزواج . أما تزويج المرأة لنفسها بدون إذن وليها فلا يجوز، ولكن يجوز أن يزوجها ابنها إن كان مميزاً والله أعلم .
(1) الآية رقم 13 من سورة الحجرات.
(2) رواه أحمد ورواة أبو داود والترمذي.
(3) رواه البخاري ومسلم والبيهقي والنسائي.