القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
ما ورد في شأن الحجر الأسود ودعوى منافاة ذلك للتوحيد
السؤال : وقع في يد زميلي كتيب أثار فيه مؤلفه شبهات حول الحجر الأسود ، فقد وردت أحاديث تحث على استلامه وتقبيله ، زاعماً أن هذه الأحاديث تنافي دعوة الإسلام للتوحيد ونبذ الأوثان ، فما رأيكم في هذا الموضوع ؟
تقبيل الحجر الأسود واستلامه أمران ثابتان بالسنة الصحيحة عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  الذي لم نعرف الإسلام إلا عن طريقه ، ولذلك فرض الله تعالى علينا اتباعه وجعله من مقتضيات الإيمان ، حيث قال سبحانه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}(1) وقال {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}(2) ، وقد انعقد إجماع الأمة على مشروعية تقبيل الحجر ولمسه ، وعليه فدعواه أن ذلك ينافي دعوة الإسلام لنبذ الأوثان ضلال وكفر فشتان ما بين من يأتي  ذلك طاعة لله ورسوله - وهو معتقد أن الحجر لاينفع ولا يضر - وبين من يقدس الأوثان التي نهى الله عن الاقتراب منها ، والفارق بين الوثنية والإسلام أن المسلم لا يفعل شيئاً إلا بقصد الطاعة لله ، انطلاقا من أوامره ، فطوافنا بالكعبة المشرفة وصلاتنا إليها إنما هي عبادة لله لا لها ، فالله هو الآمر بذلك ، وأما الوثني فيأتي ما يأتيه من غير شرع من الله ، ولا لقصد عبادته بل لعبادة الوثن ، الذي يعتقد أنه بإمكانه أن يضره أو ينفعه أو أن يقربه إلى الله . والله أعلم .
(1) الآية رقم 36 من سورة الأحزاب.
(2) الآية رقم 21 من سورة الأحزاب.