القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
معنى المؤلفة قلوبهم
السؤال : ما معنى " المؤلفة قلوبهم " ولماذا يعطون من الزكاة ؟
هم قوم دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم ، وقد كان لهم تأثير في مجتمعهم بسبب مكانتهم الاجتماعية ، ومن بين هؤلاء أبو سفيان صخر بن حرب ، ويعلى بن أمية ، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعطيهم نصيباً من الزكاة من أجل تأليفهم ، لما لهم من مكانة في مجتمعهم القرشي ، وهؤلاء كانوا يعطون لأجل مصلحة الإسلام حتى لا ينقضوا ضد الإسلام . ولا يعينوا خصومه عليه ، بسبب أن إيمانهم لم يرسخ في قرارة قلوبهم وإنما إسلامهم يوم لات حين مناص ، عندما أصبح الإسلام قاهراً متمكناً ولم يجدوا مفراً عن الدخول فيه ، واستمر الحال كذلك إلى أن قوي الإسلام وعظمت شوكته واشتد عوده ، فرأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه - الاستغناء عنهم ، وأدرك أنهم لا يؤثرون في الإسلام شيئاً إذ لا مقدرة لهم على التأثير ، كيف والناس من حولهم صقل الإيمان نفوسهم ، وقطع صلتها بجميع علائق الجاهلية ، فلم ير لهؤلاء أي تأثير أن لو لم يعطوا ، وأجابهم أنهم كانوا يعطون من الزكاة عندما كان الإسلام ابن لبون أما الآن وقد بزل فلا ، وهذه نظرة منه إلى مقصد الشارع من فرض هذه الفريضة لهم ، فإن مقصد الشارع النظر في مصلحة الإسلام وسد حاجة الإسلام ، وعندما أصبح الإسلام غنياً عن هذا الجانب لم تكن هناك حاجة إلى هؤلاء ، ولذلك رأى عمر - رضي الله عنه - أن يرد سهمهم إلى بقية المخارج التي دفعت الزكاة فيها . والله أعلم .