القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
ما يصليه المستدرك مع الإمام أهو أول صلاته أم آخرها وما يترتب عن ذلك
السؤال : ما قولكم في الذي يصليه المستدرك مع الإمام أهو أول صلاته وما يأتي به من بعد هو آخرها أم العكس ؟ وهل عليه أن يقرأ السورة إن فاتته ؟
اختلف في الذي يصليه الداخل مع الإمام ، هل هو أول صلاته وما يأتي به من بعد هو آخرها أو العكس ؟ ذهب إلى الأول صاحب القواعد من أصحابنا وجمهور أصحاب المذاهب الأخرى ، وإلى الثاني أكثر أصحابنا وبعض علماء غير مذهبنا ، وقد تعلق كل واحد من الفريقين برواية ، فالأولون يتعلقون برواية « ما فاتكم فأتموا» والآخرون برواية « فاقضوا» وكلتا الروايتين صحيحتان ، وللإمام نور الدين السالمي ـ رضي الله عنه بحث ـ في الموضوع خلاصته أن لا دليل في الروايتين لكلا الفريقين ، لأن القضاء في اللغة ليس محصوراً في الإتيان بالعمل بعد وقته استدراكا لما فات ، وإنما ذلك اصطلاح طارئ لا تحمل عليه الآيات والأحاديث ، ويدل لذلك قول الله تعالى {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ} (1) وقوله {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ} (2) فليس المراد بالقضاء في الآيتين استدراك الفائت ، وإنما المراد به نفس ما يسمى في عرف الأصوليين والفقهاء بالأداء ، وإنما يكمن الدليل في قوله {  ما فاتكم  } ، فإن التعبير بالفوات دليل على أن ما يصليه الداخل مع الإمام هو آخر صلاته، وإذا تبين لك رجحان هذا القول لم يشكل عليك رد فروع المسألة إلى هذا الأصل ، كوجوب قراءة السورة مع الفاتحة على من فاتته الركعتان الأوليان من الصلوات الجهرية عندما يقوم لاستدراكها. والله أعلم.
(1) الآية رقم 10 من سورة الجمعة.
(2) الآية رقم 200 من سورة البقرة.