وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب:
اعلمي - وفقك الله - أن على المسلم أن يسأل عن أمور دينه قبل أن يقدم على أمر لا يعرف حكمه سيما إن كان الأمر متصلا بالعبادات المحضة والواجبات الشرعية، هذا وقد اختلف المسلمون في قصر الصلاة في السفر هل هو عزيمة أو رخصة ؟ والأدلة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - تؤكد أن القصر ليس مجرد رخصة وإنما هو عزيمة - أي واجب - ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يثبت عنه أنه أتم الصلاة في سفره ، وما روي عنه من ذلك لم يصح في النقول الصحيحة، ونحن مأمورون أن نصلي كما كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، ولو كان القصر رخصة لأوضح ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله أو فعله ولو مرة واحدة، يضاف إلى ذلك أن السنة القولية جاءت معززة لما ثبت من فعله - عليه أفضل الصلاة والسلام - ، فقد روي عنه «صلاة المسافر ركعتان حتى يؤوب إلى أهله» ، وروي عنه « ألا وأن تقام الصلاة في الحضر أربعاً وقصرها ركعتان ، ألا وأن تقام الصلاة في السفر ركعتين وقصرها أربع» ، وناهيك بعمل الصحابة - رضي الله عنهم - الذين هم خير القرون وأعلم الناس بهدي خير الخلق - عليه أفضل الصلاة والسلام -، وبناء على هذا فإننا نرى وجوب قضاء تلك الصلوات السفرية التي صليتها أربعا في سفرك وذلك باجتهادك في تحديدها حتى يطمئن قلبك مستعينة بما يتيسر من مقدمات والله يهديك إلى الرشاد والله أعلم