القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
معركةُ بدرٍ الكبرى
بتاريخ 10 ديسمبر 2012
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

معركةُ بدرٍ الكبرى

 

  الحمدُ للهِ الذي أيّدَ رسلَه والصالحين من عبادِه بالنصرِ والفتحِ المبينِ ؛ ليظهرَ الحقَّ ، ويزهقَ الباطلَ ، ويقطعَ دابرَ الكافرين ، سبحانه له في نصرِه وقهرِه ، وتأييدِه وتبديدِه ، ورفعِه وخفضِه ؛ آياتٌ ظاهرةٌ ، وعِظاتٌ باهرةٌ ، وكراماتٌ لأهلِ الحقِّ شاهرةٌ ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأُثني عليه ، وأستغفرُه من جميعِ الذنوبِ وأتوبُ إليه ، وأومنُ به وأتوكّلُ عليه ، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضلِلْ فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، } هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ { ( التوبة/33) ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، أرسلَه اللهُ بالحجّةِ القاطعةِ ، والمعجزةِ الساطعةِ ، والدعوةِ الجامعةِ ، فبلّغَ الرسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصحَ الأمّةَ ، وكشفَ الغمّةَ ، وجاهدَ في سبيلِ اللهِ حتى أتاه اليقينُ ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه ، وعلى كلِّ من اهتدى بهديه ، واستنَّ بسنّتِه ، وسارَ على نهجِه ، ودعا بدعوتِه إلى يومِ الدِّينِ ، أمّا بعدُ :

   فيا عبادَ اللهِ :

     إنَّ معركةَ الحقِّ والباطلِ تدورُ رحاها باستمرارٍ منذُ خلقِ اللهِ سبحانه وتعالى الإنسانَ، واستخلفَه في الأرضِ ، وعلى رأسِ قادةِ معركةِ الحقِّ أصفياءُ اللهِ تعالى من خلقِه ، رسلُه وأنبياؤه والصالحون من عبادِه ، ويتولّى كِبْرَ قيادةِ معركةِ الباطلِ الشيطانُ ، ومِن ورائه حزبُه من الكافرين والمنافقين ، الذين ضربَ فيهم بجِرانِه ، ونفخَ في يافوخِهم بسحرِه ، فاستخفَّهم فأطاعوه ، إنّهم كانوا قوماً ظالمين ، وتأتي الغايةُ كما وعدَ اللهُ سبحانه وتعالى في كتابِه عندما قالَ عزَّ مِن قائلٍ : } إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ { ( غافر/51) ، وفي قولِه سبحانه وتعالى : } وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ { ( الروم/47) وقولِه : } كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ { ( البقرة/249) ، وعندما بَعَثَ اللهُ سبحانه وتعالى عبدَه ورسولَه سيّدَنا ونبيَّنا محمداً ـ عليه وعلى آلِه وصحبِه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ـ  اشتدَّ سِعارُ الجاهليةِ ، وامتلأت صدورُها بالأحقادِ ، ووقفتْ للرسولِ  صلى الله عليه وسلم  وللمؤمنين في كلِّ مرصدٍ ، وكان الأمرُ ـ كما هو معلومٌ عندكم ـ أنَّ هذه الدعوةَ بدأ صوتُها يعلو شيئاً فشيئاً وسطَ ضجيجِ الجاهليةِ وصخَبِها ، فآمنَ بها مَن آمنَ ، إلى أن شاءَ اللهُ أنْ يُكرِمَ عبادَه الأنصارَ بهجرةِ نبيِّه محمدٍ صلى الله عليه وسلم إليهم ، ثم بعدَ ذلك استمرَّ استفزازُ المشركين للمؤمنين ؛ إذ كانت سنابكُ خيلِهم تطأُ حرمَ مدينةِ الرسولِ ـ عليه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ ـ ، ومع ذلك فالمؤمنون أمسكوا أنفسَهم حتى وُجِّهوا من عند اللهِ سبحانه وتعالى بأن يُناجِزوا عدوَّهم  ، فكانت معركةُ بدرٍ أوّلَ معركةٍ فاصلةٍ بين الحقِّ والباطلِ ، وبين الهدى والضلالِ ، وهي كاسمِها بدْرٌ منيرُ ، أضاءَ للسالكين الطريقَ ، وهي أيضاً كاسمِها فرقانٌ ، فقد سمّى اللهُ سبحانه وتعالى يومَها يومَ الفرقانِ ؛ لأنّه كانَ يوماً فارقاً بين الحقِّ والباطلِ ، وبين حزبِ الهدى وحزبِ الضلالِ .

  ولقدَ هيّأَ اللهُ سبحانه وتعالى لهذه المعركةِ أسبابَها حتى يصطدمَ الحقُّ والباطلُ ، فتكونَ الغلبةُ للحقِّ وحزبِه ؛ وليظهرَ اللهُ دينَه على الدينِ كلِّه ولو كرهَ المشركون ، فقد طلبَ النبيُّ  صلى الله عليه وسلم  من المؤمنين أن يخرجوا من المدينةِ المنوّرةِ ليلاقوا عِيراً لقريش ؛ لعلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ ينفِّلُهم إياها ، فخفَّ قومٌ ، وثقلَ آخرون ؛ لأنّهم لم يكونوا يحسبون حساباً لمعركةٍ ؛ إذ كانوا يظنّون أنَّ القضيةَ قضيةُ عِيرٍ فقط ، فلذلك لم يخرج المؤمنون بأكملِهم ، وإنّما بقيَ أكثرُهم بالمدينةِ المنوّرةِ ، وخرجت فئةٌ قليلةٌ ، واللهُ سبحانه وتعالى  يعِدُ النبيَّ  صلى الله عليه وسلم  والمؤمنين إحدى الطائفتين : } وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ { ( الأنفال/7 ـ 8) ، هكذا شاءَ اللهُ سبحانه وتعالى أن يخرج المؤمنون من أجلِ لقاءِ العِير ، ولكنَّ الغايةَ تكونُ لقاءَ النفيرِ بمشيئةِ اللهِ ، هكذا هيّأَ اللهُ سبحانه وتعالى الأسبابَ ، وربطَ بعضَها ببعضٍ ، وقد استنفرَ المشركين مَن ذهب إليهم ليخبرَهم بالأمرِ الواقعِ ، وقد أثارَ ذلك حميّتَهم ، ونفخَ في سَحَرِهم ، فانطلقوا وهم يريدون أن يُطفئوا نورَ اللهِ بأفواهِهم ، ولكنَّ اللهَ غالبٌ على أمرِه ، فقد أقبلوا بقضِّهم وقضيضِهم ، وعدِّهم وعديدِهم ، وكانوا يحسبون أنَّ المعركةَ تكونُ حاسمةً لمصلحتِهم ، وأنَّ دويَّها  سيصخُّ أرجاءَ الجزيرةِ العربيةِ لينتشرَ بين العربِ جميعاً  نبؤهم ؛ وليتمكّنوا بذلك من استئصالِ شأفةِ الحقِّ ، هكذا كانوا يريدون ، وهكذا كانوا يطمحون ، وقد كانَ مِن حكمةِ اللهِ سبحانه وتعالى أنْ قلّلَ عددَ هؤلاءِ وعددَ هؤلاءِ في نظرِ كلِّ واحدةٍ من الطائفتين ، فإنَّ كلَّ طائفةٍ رأت عددَ عدوِّها عدداً قليلاً بمشيئةِ اللهِ ، وقد أرى اللهَ سبحانه وتعالى نبيَّه  صلى الله عليه وسلم  أعداءَه الكافرين قلّةً } إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ { ( الأنفال/43) ، وكذلك قلّلَ عددَ المشركين في عيونِ المسلمين ، وقلّلَ عددَ المسلمين في عيونِ المشركين } وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الاُمُورُ { ( الأنفال/44) ، فإنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أرادَ بذلكَ أن تشتّدَ حميّةُ كلِّ واحدةٍ من الطائفتين للقاءِ الطائفةِ الأخرى ؛ حتى يتمَّ ما أرادَ اللهُ سبحانه وتعالى من النصرِ والتأييدِ لهذا الدِّينِ ، فكانت تلك المعركةُ الفاصلةُ التي كانت سبباً لارتفاعِ رايةِ الحقِّ ، وسبباً لهوانِ الباطلِ ، وسبباً لاندكاكِ صرحِه ، فقد زُلزلِت أركانُ الجاهليةِ ، وأُنزِلت من غُلَوائِها وقدْرِها ، بل أرغمتْ أنفَها وألصقتْه بالترابِ ، وبوحْلِ الخزْيِ والهوانِ بعدما كان شامخاً بسببِ ما لحقَ أهلَها من الغرورِ ، ذلك كلُّه كانَ نصْراً مِن عند اللهِ سبحانه  وتعالى وحده ، فاللهُ تباركَ وتعالى يقولُ في محكِم كتابِه : } وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { ( آل عمران/123) ، نعم كانَ المسلمون قبلَ ذلك أذلّةً ؛ لأنَّ المشركين ما كانوا يحسبون لهم حساباً ، وكانوا يستفزّونهم باستمرارٍ ، وكانوا يحرِصون على إهانتِهم ، ويحرصون على إساءةِ سمعتِهم في بلادِ العربِ إلا أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى أرادَ أن تكونَ هذه المعركةُ لطمةً في خدِّ الكفرِ العاتي ، وأن تكونَ ضربةً تُوجّهُ إلى يافوخِ الجاهليةِ لتَشدَخَه ، وأرادَها اللهُ سبحانه وتعالى أن تكونَ وسيلةَ إعلامٍ لهذه الدعوةِ الحقّةِ ، فقد أخذتْ بعد ذلك هذه الدعوةُ تنتشرُ في أرجاءِ الجزيرةِ العربيةِ شيئاً فشيئاً ، إلى أنْ شاءَ اللهُ سبحانه وتعالى أن يتِمَّ بعد ذلك ما يتِمُّ مِن الصدامِ بين الطائفتين ، وتلاحقت المعاركُ بين حزبِ الحقِّ وحزبِ الباطلِ حتى تمَّ فتحُ مكةَ المكرمةِ بمشيئةِ اللهِ سبحانه وتعالى ، وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ فإنّما يدلُّ على أنَّ القوّةَ إنّما هي قوةُ الإيمانِ ، فالقوّةًُ الماديّةُ ـ إن ْلم تصحبْها قوّةٌ روحيّةٌ ، قوةٌ نابعةٌ من الإيمانِ ، ومن الصِّلةِ باللهِ سبحانه وتعالى ـ لا تكادُ تُعدُّ شيئاً ، فإنَّ اللهَ تباركَ وتعالى وحده هيّأَ مِن الأسبابِ ما هيّأَ حتى أظهرَ هذا الدِّينَ على الدِّينِ كلِّه ولو كرهَ المشركون ، هيّأَ اللهُ سبحانه وتعالى ما هيّأَ مِن الأسبابِ التي ثبّتتْ عزائمَ المسلمين ، والتي زلزلت أركانَ الكافرين ، والتي أنزلت أولئك الذين كانوا متكبِّرين متغطرِسين من عليائِهم ، فقد جندلت هذه الغزوةُ سبعين بطلاً من أبطالِهم ، فضلاً عن الأسرى الذين وقعوا في الهوانِ والذلِّ ، والذين صفحَ النبيُّ  صلى الله عليه وسلم  عن بعضِهم ، وقبلَ الفديةَ عن بعضِهم .

    فجديرٌ إذاً بالمؤمنين ـ وهم يمرّون بهذا اليومِ الذي تتجدّدُ فيه هذه الذكرى العطرةُ ـ أن يستلهِموا منها العِبرَ ، وأن يأخذوا منها الدروسَ ، وأن يستفيدوا منها العِظاتِ ، وأن يقوّوا صلتَهم باللهِ تباركَ وتعالى ، فإنَّ اللهَ تعالى وحده متكفِّلٌ بنصرِ عبادِه كما وعدَ ذلك في كتابِه العزيزِ .

   فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، واحرصوا على ما يقرِّبُكم إلى اللهِ ، وصِلوا ما بينكم وما بين اللهِ يصِلِ اللهُ ما بينكم وبين الناسِ ، أقولُ قولي هذا ، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ، فاستغفِروا اللهَ يغفرْ لكم ؛ إنّه هو الغفورُ الرحيمُ ، وادعوه يستجبْ لكم ؛ إنّه هو البرُّ الكريمُ .

*                *                 *

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، والعاقبةُ للمتقين ، ولا عدوانَ إلا على الظالمين ، أحمدُه تعالى بما هو له أهلٌ من الحمدِ وأشكرُه ، وأتوبُ إليه من جميعِ الذنوبِ وأستغفرُه ، وأؤمنُ به ولا أكفرُه ، وأُعادي من يكفرُه ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُه ورسولُه ، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وباركْ على عبدِكَ ورسولِكَ سيدِنا محمّدٍ ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين ، وعلى أتباعِه وحزبِه إلى يومِ الدِّينِ ، أمّا بعدُ :

 فيا عبادَ اللهِ :

    اتقوا اللهَ ، واعلمُوا أنّه لا يكفي المؤمنَ عندما يمرُّ بهذه الذكرياتِ أن تهتزَّ مِن أجلِها مشاعرُه ، وأن يتحرّكَ من أجلِها وجدانُه ، ولكنّه يُطالَبُ أن يجدِّدَ الصِّلةَ باللهِ تباركَ وتعالى ، وذلك بأن يقوِّيَ الإيمانَ في نفسِه ، واليقينَ في قلبِه ، وأن يُصلِحَ عملَه ، وأن يتقيَ ربَّه ، وأن يدركَ أنَّ نصرَ اللهِ تباركَ وتعالى إنّما هو لعبادِه المؤمنين ، فاللهُ تباركَ وتعالى يقولُ : } وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ { ( الروم/47)  فلا بدَّ مِن أن يتحقّقَ الإيمانُ في عقيدةِ المسلمِ وفي سلوكِه وفي جميعِ تصرّفاتِه وأعمالِه ؛ بحيثُ تكونُ جميعُ أعمالِ المؤمنِ ترجمةً صادقةً لهذا الإيمانِ ، وممّا يجدرُ بالمؤمنِ وهو يمرُّ بمثْلِ هذه الذكرياتِ أن يحرصَ على الاقتداءِ بالسلفِ الصالحِ الذين آتاهم اللهُ سبحانه وتعالى ما آتاهم من النصرِ ، ومكّنَ لهم في هذه الأرضِ ، ومكّنَ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم ؛ ليتبوّأَ ما تبوّؤا ، ويصلَ إلى ما وصلوا . 

     فاتقوا اللهَ يا عبادَ اللهِ ، وتزوّدوا فإنَّ خيرَ الزادِ التقوى ، تزوّدوا من هذه  الذكرياتِ ما ينفعُكم ، وتزوّدوا من شهرِكم الكريمِ تقوى اللهِ تباركَ وتعالى وصالحَ الأعمالِ ، واحرِصوا على أن يكونَ صيامُكم خالصاً لوجهِ اللهِ ، وأن تكونَ أعمالُكم كلُّها خالصةً لوجهِ اللهِ ، وابتغُوا ما عند اللهِ ، فما عند اللهِ خيرٌ وأبقى  .