التقى سماحة المفتي العام للسلطنة في مكتبه بوفد من مؤتمر الأسقف السويسري صباح يوم الثلاثاء 10 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 18 ديسمبر 2018م. وتأتي هذه الزيارة من قبل هذا الوفد بهدف الاطلاع على التجربة العمانية في مجال التعايش السلمي بين معتنقي الأديان المختلفة في السلطنة. وقد أشاد الوفد بهذه التجربة، معتبرين إياها مثالاً ينبغي الاحتذاء به في بقية أنحاء العالم.
وقد رحّب سماحته بالوفد الزائر، مبديا ترحيبه بمبادئ التفاهم والتعاون الذي تعود بالخير على الإنسانية، مؤكدا على أن التعايش الموجود في السلطنة بين العمانيين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى منذ القدم سببه عقيدة الإسلام وما يتسم به من إنصاف في نظرته لأتباع الديانات الأخرى، مؤكداً أن هذه العقيدة إنما هي مستلهمة من القرآن الكريم وتعاليمه السمحة، مستشهداً بقوله سبحانه وتعالى "وقولوا للناس حسنا"، إذ لفظة "الناس" في الآية تشمل الجميع؛ المسلم وغيره.
كما أكد سماحته أن الحوار مشروع في الإسلام؛ على أن يكون بالتي هي أحسن، مستشهداً بقوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن". مؤكداً سماحته على أهمية مبدأ الإنصاف في الإسلام الذي يشمل القريب والبعيد، المسلم والكافر على حد سواء؛ مستدلا بقصة اليهودي الذي تآمر عليه بعض المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم، فأنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه آيات من القرآن ينصف فيها ذلك اليهودي ويفضح أولئك المسلمين الذين تآمروا عليه، على الرغم من كيد اليهود وتعاملهم السيئ اتجاه النبي صلى الله عليه وسلّم في ذلك الوقت.
هذا وقد تطرق الطرفان في اللقاء إلى مجموعة من المواضيع المتعلقة بقضايا الحوار والجدل والتعايش والتسامح بين الأديان المختلفة. ومن الجدير بالذكر أن مؤتمر الأسقف السويسري مؤتمر يضم مجموعة من أعضاء الكنيسة الكاثوليكية بسويسرا ويعنى بإيجاد أرضية للحوار والتعايش الإسلامي المسيحي في سويسرا.