القرض والربا من منظور إسلامي إن الإسلام لم يحرّم القرض أو الإقراض، ولـكن الإسلام له موقف واضح إذا ارتبط القرض بشبهة الربا، فالقرض بدون فائدة حلال، أما إذا نتج عنه فائدة فهو حرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" (رواه البخاري)، وذلك لمساوئه ومشاكله وآثاره السلبية، إذا كان القرض لغير حاجة، لذا يحذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "من فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة" -عن ابن عمر-. وأضاف: فالربا حرمه الله تحريمًا قاطعًا في قوله: } وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا { (البقرة: 275)، وقال -صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعل الربا من السبع الموبقات" (رواه مسلم)، فالشرع لا يُحِلُّ إلا الطيبات ولا يحرم إلا الخبائث. والمعروف أن الربا عمل غير إنتاجي، ولا يزيد من ثروة المجتمع، كما يؤدي الربا إلى ظهور طبقة تعيش على الربا، وتفسد المجتمع؛ لأنها تعيش عالة عليه، لذا فقد حرمت جميعُ الديانات السماوية الربا وحاربته. وبالرغم من ذلك وجدنا من يحاول تبرير التعامل بالربا، وإقناع الناس بقبوله، حيث يحرمون الربا الفاحش بحجة أن فيه ظلمًا، وقد قال تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {، كما يحرمون القرض الاستهلاكي، ويحللون القرض الإنتاجي، وهم لم يفهموا معنى كلمة «الربا» التي تعني الزيادة على أصل القرض، بصرف النظر عما إذا كان استهلاكيًّا أو إنتاجيا، سواء كان تغيير اسم الربا إلى فائدة أو ربح أو تأمين أو غيرها، فإن ذلك لن يحلل الربا أو معناه، فالربا حرام واضح لا لبس ولا غموض فيه.
|