بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم

أما بعد:

    فقد دأبت جامعة آل البيت منذ تأسيسها على الدعوة لما فيه وحدة الأمة والعقيدة، والتقريب بين أصحاب الأديان التي تلتقي على وحدة الخالق والإيمان به. واستطاعت أن تستوعب في رحابها المذاهب الإسلامية السبعة، لتستمع وتقرأ وتقارن بين الآراء، وتترك لطلبتها حرية بناء قاعدة فكرية سليمة بعيدة عن الشطط والتعصب، وتمجيد الرأي الواحد، أو الأفكار الأحادية الرؤية، وكان منهجها في كل ذلك إعلاء صوت الحوار العلمي الموضوعي الرصين، وتعميق عادة الإصغاء والاستماع لكل فكر أو قول واحترام الرأي، والرأي الآخر والدفاع عنه.وكان من ضمن برامجها وخططها أن تستضيف كبار العلماء الأجلاء من مختلف المذاهب والمدارس الفكرية لتستمع إليهم وتحاورهم، وتجادلهم بالتي هي أحسن، هدفها ورائدها في ذلك البحث عن الحقيقة والمعرفة، وتقريب وجهات النظر، وتجسير ما بينها من خلاف أو تباعد.

وقد سعدت جامعة آل البيت بالاستماع إلى محاضرتين قيمتين ألقاهما سماحة الشيخ/ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان عضو اللجنة الملكية الخاصة بجامعة آل البيت، استطاع من خلالهما مد جسور التعارف والتفاهم والتعاون بين أبناء المدارس الإسلامية المتعددة، وعرض في إحدى هاتين المحاضرتين، بعلمه وذكائه المعروفين، وجهة نظر الفكر الإباضي في بعض القضايا الخلافية البسيطة، حيث أكد أن جميع المدارس الإسلامية تصدر عن نبع واحد هو القرآن الكريم، وسنة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.ويطيب لنا في جامعة آل البيت أن يكون ضمن نشراتنا التخصصية هذا الكتيب الذي يجمع بين دفتيه هاتين المحاضرتين القيمتين، والله نسأل أن يوفق أبناء الأمة الإسلامية لما فيه خير عزتها ومنعتها ووحدتها، لتتبوأ مقعدها ومكانتها المرموقة.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 

رئيس جامعة آل البيت  
 

الدكتور / محمد عدنان البخيت
 

القسم

1

1

الكتاب

1

3