الجواب:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « ما خلا رجل بامرأة إلاّ كان الشيطان ثالثهما» ومخالفة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تؤدي إلاّ إلى المأساة ، ومن الذي يأمن الاشتعال إذا اجتمع الوقود والنار ، والزواج رابطة مقدسة لا تدنس بأي شائبة فإنه لقاء روحي قبل أن يكون لقاءً جسدياً ، لذلك كان من شرطه أن يكون مبنياً على الطهر والعفاف لا على الرجس والفحشاء ، فإن الله تعالى يقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(الروم:21)، والسكون هنا سكون القلب وطمأنينته، وهل يسكن قلب زوج إلى زوجه بعدما بلا كل واحد منهما الآخر بنفسه ، لذلك قال جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- "أيما رجل زنى بامرأة ثم تزوجها فهما زانيان أبداً " وهذا الذي عليه أصحابنا رحمهم الله بلا خلاف، والإتيان في الدبر زنى فاحش أشد فحشا من الإتيان في القبل.
هذا وأننا ننصحك أن تيأس من الزواج بها وتب إلى الله واستغفره لذنبك، والله يعوضك القرين الصالح، واحذر الوقوع في هذه الأخطاء، فماذا عسى أن تكون عاقبة زواجك بها إلا الشكوك والضنك المختوم غالبا بالفرقة والشتات.
واعلم أن خروجك معها كان كبيرة من كبائر الإثم فضلا عن ما تبعه فليست الكبيرة محصورة في إتيانك تلك المرأة في دبرها كما أفهم سؤالك فتب منها جميعا والله أعلم