القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
مختـارات الفتـاوي
-------( فارغ )-------
التلفظ بالنية للطهارة أو الصلاة أو غيرهما
السؤال : هل يلزم التلفظ بالنية أم هي بالقلب كافية ، وذلك في حال الاغتسال من الجنابة أو إزالة النجاسة أو الوضوء أو في حال القيام للصلاة ؟ نرجو منكم التكرم بالإفادة.
النية هي قصد الشيء بالقلب ، يقال : كان فلان ناوياً أن يفعل كذا أي كان عاقداً عزمه على فعله ، سواء أخبر عن هذا العزم أم لا ، وتقول : نويت اليوم أن أزورك. أي عقدت العزم على زيارتك ، وهذه هي النية الشرعية المعنية بقوله - صلى الله عليه وسلم - «إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى» ، وليس التلفظ ركناً منها ولا شرطاً لها ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يتلفظ بما يعبر عن نيته عند قيامه للصلاة ، ولا عند وضوئه أو تطهره من نجاسة ، وهكذا كان الصحابة والتابعون ، وإنما أحدثت هذه الألفاظ من بعد لأجل عون العوام على استحضار معانيها ، وقد نص المحققون من العلماء أنها غير لازمة، ومن هؤلاء قطب الأئمة في شامل الأصل والفرع ، والإمام نور الدين السالمي في معارجه ، وقد أطالا في بيان ذلك بما فيه مقنع للمستبصر ، هذا والنية التي هي القصد بالقلب إنما تجب في غير معقول المعنى من الأعمال،  وذلك كالصلاة والوضوء ، أما ما كان معقول المعنى كالتطهر من النجاسة فلا تجب له النية ، فلو فعله الإنسان ساهياً لم يكن عليه حرج ولم تلزمه الإعادة . والله أعلم .