القائمـة البريدية
أدخل عنوان بريدك ليصلك جديدنا

المكتبة السمعية
المكتبة المرئية
من ركائز الوحدة الإسلامية
بتاريخ 12 مارس 2013
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي

 

من ركائز الوحدة الإسلامية

لاشك أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يضمان أكبر مجموعة من ركائز الوحدة الإسلامية المرجوة، فيقول تعالى: } إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ { (الحجرات: 10)، وهذه الأخوة الإيمانية هي ركيزة الوحدة الإسلامية، التي تؤكد الروابط الاجتماعية والإنسانية بين المسلمين، فيتلاشى الظلم ويعيش المسلمون في مجتمعاتهم إخـوة متضامنين، لا شحناء ولا بغضاء بينهم، وهذا ما عناه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، فهذه الأخوّة الإسلامية تعم جميع المجتمعات الإسلامية، ويراد بها الأخوة العقائدية، وأخوة العمل، وأخوة الإقامة، يقول تعالى: } يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ { (الحجرات: 13)، وهنا يتأصل المعنى العام للأخوة.

ومن أهم ركائز الوحدة الإسلامية، الحفاظ على السلام في المجتمعات، يقول صلى الله عليه وسلم: "أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصِلُوا الأرحام"، كما حث الإسلام على مشروعية إجابة الدعوة لتوطيد العلاقات الطيبة بين المسلمين، وعون الضعيف، ونصرة المظلوم، حيث اعتبر الإسلام نصرة المظلوم، حقًّا من الحقوق الواجبة على المسلمين، حتى يعيش المسلمون في حماية من ظلم الناس وبطشهم يقول تعالى: } وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا { (النساء: 75)، ولعـل أولى الناس بنصرتنا في هذه الأيام إخوة الإسلام، حيث يوجـد في مواقـع متعـددة من العـالم إخوة لنا يعـانون من الظلم والعدوان.

هذه بعض من ركائز الوحدة الإسلامية التي تتجلى فيها القيم الفاضلة، وهناك ركائز اقتصادية تحقق الاكتفاء الذاتي للمسلمين لأَنْ تُجَسِّدَ الوحدة الاقتصادية، وتَقِيَ العالم الإسلامي من مفاسد التبعية، كما أن هناك في القرآن الكريم والسنة النبوية، ما يؤكد أصالة الهوية الإسلامية، في المجال السيـاسي والتربوي والتعليمي والإعلامي، وكثير من المجالات التي يشملها قوله تعـالى: } كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ { (آل عمران: 110)، فإذا قامت الوحدة الإسلامية، فلن تستطيع أمة من الأمم، أن تلحق الأذى بالمسلمين؛ لأننا بهذه الوحدة ننصر دين الله فينصرنا في جميع قضايانا، يقول الله تعالى: } إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ{(آل عمران: 160).