التسامح من منطلق القوة
حقيقة الأمر التسامح يجب أن يكون مع من يتسامح، والمسلمون دائما هم متسامحون؛ لأنهم وسعوا الآخرين بصدورهم، وحسن معاملتهم، ورغم ذلك فـإن الآخرين قتلوا هذا التسامح بالتنكر, وواجهوا هذه المعاملة اللطيفة بالتشدد.
ولا ريب أن المسلمين إنما يؤمرون بأن يَعُدُّوا لكل أمر عدته، إلا أن الأمة يجب أن تتسامح من منطلق القوة، لا من منطلق الضعف، بحيث تكون في مركز القوة؛ لأنها إن ظلت تتسامح وهي ضعيفة هزيلة، فلا ريب أن ذلك يؤدي بها إلى أن يحتقرها الأعداء, بحيث يَعُدُّون هذا التسامح ضعفا منها لا يحسبونه لطفًا في المعاملة، وحبًّا للخير، وإنما يعدونه ضعفا، ويزدادون في التنمر ضد هذه الأمة، لذلك يجب مع ما تؤمر به الأمة من التسامح، أن تكون قوية يهابها عدوها حتى لا يجترئ عليها.